ملتقى النقد السينمائي يختتم جولته بتبوك والأنظار تتجه لجولته الخامسة في بريدة.. أكتوبر المقبل

...

تبوك -

اختتمت هيئة الأفلام يوم أمس الجولة الرابعة من ملتقى النقد السينمائي الرابعة التي أُقيمت بمدينة تبوك، بالتعاون مع جامعة تبوك تحت عنوان: "التقنية وتجربة مشاهدة الفيلم"، وشهدت إقبالاً واسعاً من المختصين ومحبي السينما وسط مشاركة نُخبة من النقاد والأكاديميين والفنانين السينمائيين، متضمناً ورشة عمل، وعروض وجلسات حواريّة أتاحت الفرصة للتواصل المباشر بين محبي السينما وبين النّقاد السينمائيين والأكاديميين المحليين والعالميين.

وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المهندس عبدالله آل عياف: "إن هذه الجولة واصلت تحقيق مستهدفات الملتقيات السابقة في مجال النقد السينمائي، حيث نسعى لتحفيز النقاد وصناع الأفلام نحو نشاط نقدي يوازي الحراك في مجال الإنتاج السينمائي في المملكة".

وافتتح الملتقى بورشة عمل عن عالم المؤثرات البصرية (VFX) التي قدمها المدير التنفيذي لاستديو "HECAT" شادي أبّو، وتطرق فيها إلى عوالم المؤثرات البصرية الواسعة، وسلّط الضوء على جيل صنّاع الأفلام والمنتجين السعوديين، ومقدماً بعض الأمثلة من تجاربهم السينمائية، وتلا ذلك عرضٌ بانوراميٌ قدمته محررة قسم العلوم والتقنية بمجلة "The Conversation Canada" د. نهال الهادي، والتي ركّزت مشاركتها على ثلاثة أفلام مثّلت نقلات نوعية للتقدم التقنيّ في إنشاء الصور الرقمية، وكشفت في هذا السياق الكيفية التي تُستعمَل بها الرسوم المنشأة بالحاسوب في الإعلام البيئي والأفلام الوثائقية، والأغراض التي استُخدمت لها، مثل تصوير التاريخ، وتوثيق النظم البيئية، وعرض الكوارث البيئية، وتمثيل الظواهر الطبيعية، وتوقّع كيفية استخدامها في الأزمات المناخية المستقبلية، وإبراز التحديات المستقبلية حول البيئة من أجل التوعية والتخطيط ودعم القضايا البيئية.

كما شاركت الباحثة والمحاضرة بجامعة بريمن للفنون في ألمانيا رانيا جعفر، بعرضٍ حمل عنوان "الأشكال التوقعية: البصريات المستقبلية وحياة الصور"، موضحةً فيه أهمية تكوين المهتمين بالسينما المعرفة الكافية عن العلاقة بين الصور والواقع، انطلاقًا من الواقع الذي يفرضه تزايد تقنيات الإعلام الجديد؛ من الفيلم، إلى ما بعد السينما، إلى المحتوى الذي يقدّمه مستخدمو وسائل الإعلام الرقمي ونحوه. وشهد برنامج الملتقى حوارًا بين الفنانة السعودية عهد العمودي والأستاذة المشاركة في الفنون الجميلة بجامعة جدة د. عفت فدعق، تناقشتا خلاله حول الأبعاد المتعددة التي يفترضها الواقع، وتحددها هويتنا الإنسانية، وكيفية قراءة الناقد الفني الممارسات الفنية المعاصرة، والطريقة التي يستفيد بها الفنان في أعماله من تطوّر الممارسات الفنية في عصر التقنية.

وقدم الملتقى عرضاً سينمائياً مصحوباً بجلسة حوارية تحليلية للفيلم الأمريكي (Blade Runner) للمخرج ريدلي سكوت، ويدور حول تطويّر الإنسان لتقنيات تسمح له بصناعة "روبوتات" حيويّةٍ تشبه البشر تمامًا، وتعيش في المستعمرات خارج كوكب الأرض، وقد جرت مناقشة الفيلم ومراجعته وتحليله خلال حوار المدونين الذي أداره كل من الدكتور عبدالله العقيبي، والأستاذ عزيز محمّد.

وتأتي هذه الجولة ضمن جولات ملتقى النقد السينمائي التي بدأت أولها في جدة شهر مارس الماضي، ومن ثم انتقلت في شهر مايو إلى الظهران، ومنها ارتحل الملتقى في جولته الثالثة إلى أبها في شهر يوليو، قبل أن يصل في جولته الرابعة، وتتجه الأنظار إلى الجولة الخامسة والأخيرة التي ستقام في مدينة بريدة أكتوبر المقبل، قبل أن يحط رحاله في ختام هذه النسخة في العاصمة الرياض عبر مؤتمراً دولياً يُقام في نوفمبر المقبل.

وتهدف هيئة الأفلام من خلال ملتقيات النقد السينمائي ومؤتمر الرياض الدولي للنقد السينمائي إلى دعم جهود المنظومة الثقافية الوطنية في تعزيز مكانة المملكة الفكرية على الصعيد العالمي، وتمكين مجتمع النقاد السينمائيين الناشئ من عرض نشاطهم الفكري وتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل مع خبرات عالمية، إلى جانب ترسيخ مفهوم النقد والتحليل السينمائي بشكلٍ خاص، والفني والثقافي والفكري بشكلٍ عام؛ مما يساهم في تقبل الجمهور المتخصص والعام لهذه الممارسات المهمة في فضاء الأفلام الوطني، وخلق منصة سنوية فعّالة لإثراء حقل النقد السينمائي وتنميته بشكل واسع ومستدام مع جعله نقطة تواصل سلسة بين المتخصصين السعوديين والدوليين.

سبتمبر 11, 2023 - 12:00